Monday, March 15, 2004

إنسان

كيف لحكمة الألهة أن يتحدث بها أنسان ؟
و كيف لأنسان أن يتفهم حكمة الألهة ؟
لم أسخر نفسى للألهة و حكمتهم لكن لتلك الحياة و للأنسان المتسلط عليها جعلت لسانى عبداُ لهم
فالخل لا يصلح ليسكر و ماء الورد لم يخلق ليساعد المتألم
لكن تلك الحياة كانت تصلح لكل شىء
أتحدث على كل ما يغضب أبناء السعادة و يزيد الألم لأبناء الكئابة ... فهل اتألم معهم ؟
صانع السيوف قد لا يجيد استخدامها لكنها رغم أنه صانعه تقتله إذا لمسته

سئلونى:" ما هو جوهر تلك الحياة ؟"
فاجبت:" أولاً أن يعيش الأنسان
ثم أن يعيش الأنسان
ثم أن يعيش الأنسان و بعد ذلك لا يهم
نظروا الي بدون أقتناع و قالوا : " و هل الإنسان قال أنه ميت ؟"
فسألتهم :" و ما هو الموت؟ هل هو أن تفقد ذويك و أصدقاءك؟
إن كل من لم يتحرر مما يقده فهو ميت أو لم يولد بعد
لا أتحدث عن عادات أو غرائز أو أي من تلك القيود فهي لن تنتهي و كلما كسرت أحدهم فسوف يظهر غيرهم
لكني أتحدث عن الذات الإنسانية فالإنسان قد يكون قيداً أكثر من كل تلك القيود قد يتحكم فيك
يغير تفكيرك دون إقتناع منك قد يقتلك نفسياً لذا فهو قيد

الحكيم يبحث عن تفسير لتلك الحياة
الشاعر يبحث عن ذاته في تلك الحياة
الثائر يبحث عن الحياة في تلك الحياة
و المجنون يبحث عن كل هذا
لكن عن ماذا يبحث الإنسان ؟

عندما امطرت السماء ذهباً فقد ذلك المعدن قيمته

قالوا لي: " إن كان الجوهر في الحياة هو الإنسان فما موقف الدين ؟"
أجبت : " و ما هو الدين ؟ و لما و ضعتم الدين ؟
أنتم كالنحات الذي صنع تمثال و بعدها اشتغل عنده كالعبد
لم يُخلق الإنسان للدين و لكن الدين هو الذى وُضع لخدمة الإنسان
فما فعلتم بعد ذلك بهذا الدين ؟ لا شئ سوي تطبيقه دون فهم
فالقانون الذي لم نقدسه لا نطبقه بتلك الهمجية و الوحشية التي نعامل بها الدين
القانون الذي لا نقدسه لا نطبقه دون فهم لكن ندرسه و نقتنع بمعانيه ثم نطبقه
فما بالكم بالذي هو أقدس منه عبث ما تفعلون و حماقة ما تقتنعون به
و تركتهم و رحلت.

في تلك المملكة التي لم يمس ترابها قدم - هناك حيث يعيش الجميع في هدوء ذلك الهدوء السرمدي الذي وجد من قبل الخليقة لم يستمع إليه الكون سوي مرتين عند الإنفجار الأكبر و عند النهاية العظمي - لا قيمة لأي كلام يقال
كما لا قيمة لذلك الكلام فى أى مملكة أخرى .

No comments: